بسم الله الرحمن الرحيملا إله إلا الله ، هي أساس الدين ، ولها المكانة العظمى في دين الإسلام ؛ فهي
أول ركن من أركان الإسلام ، وأعلى شُعبةٍ من شعب الإيمان ، وقبولُ الأعمال متوقفٌ
على النطُق بها، ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها.
أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه ، فهو: لا معبود حق إلا الله، ومِنَ
الخطأ حصر معناها بأنه: لا خالقَ إلا اللهُ ، أو لا قادر على الاختراع إلا اللهُ ، أو لا
موجود إلا اللهُ ؛ لأن في هذا حصرًا لمدلولها إلى توحيد الربوبية فقط ، وإغفالاً لتوحيد الألوهية الذي هو أساس مدلول هذه الكلمة.
ولهذه الكلمة ركنان:
1-نفي ، وذلك في قولنا: لا إله ، حيث نُفيتَ الألوهيةعن كل شيء.
2-إثبات ، وذلك في قولنا : إلا الله، حيث أُثبتَت الألوهية لله وحده لاشريك له.
فلا يُعبد إلا اللهُ ، ولا يجوز أن يُصرف شيءٌ من أنواع العبادة لغير الله ، فمن
قال هذه الكلمة ،عارفًا لمعناها ،عاملًا بمقتضاها : من نفي الشرك ، وإثبات الوحدانية ،
مع الاعتقاد الجازم بما تضمنته ، والعمل به ، من قال هذا ؛ فهو المسلم حقًا ، ومن عمل
بها من غير اعتقاد ؛ فهو منافق ، ومن عمل بخلافها من الشرك ؛ فهو مشركٌ كافرٌ ، وإن قالها بلسانه فضل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله :
لهذه الكلمة فضائلُ وثمرات كثيرة ، منها:
1- سبب مانع من الخلود في النار لمن استحق دخولها من أهل التوحيد ،
ففي الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه
وزنُ شعيرةٍ من خيرٍ ، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن بُرَّةٍ من
.[ خير،ويخرج من النارمن قال: لاإله إلاالله،وفي قلبه وزن ذَرةمن خير))
معنى أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله:
معناها الاعتراف ظاهرًا وباطناً بأنه عبدُ الله ورسوله إلى الناس كافةً ،
والعمل بمقتضى ذلك ، من طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه
وزجر ، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع.
ولشهادة أنَّ محمدًا رسول الله ركنان هما: ( عبده ورسوله ) ، وهما ينفيان الإفراط
والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم.، فهو عبد الله ورسوله ، وهو أكملُ الخلق في هاتين الصفتين
الشريفتين. ومعنى العبدُ هنا: المملوكُ العابدُ ، أي: أنه بشرٌ، مخلوقٌ مما خُلق منه البشر،
معنى الرسول أي: المبعوث إلى الناس كافةً بالدعوة إلى الله بشيرًا ونذيرًا ، وفي
الشهادة له بهاتين الصفتين: نفي الإفراط والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم حيث إنَّ كثيرًا ممن
يدَّعي أنه من أمته قد أفرط في حقه ، وغلا فيه، حتى رفعه فوق مرتبة العبودية إلى مرتبة
العبادة له من دون الله ، فاستغاث به من دون الله ، وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله ،
من قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، وآخرون جحدوا رسالته ، أو فَرَّطوا في
متابعته وبخسوه صلى الله عليه وسلم.. حقه الواجب ، فقدموا أقوال سائر البشر على أقواله .
وجَفَوْا سنته وأعرضوا عنها، واعتمدوا على أقوال مخالفة لما جاء به ..
(المنهج التعليمى للأسرة والمجتمع). نفع الله به، ونفع بنا سبحانه إنه نعم المولى ونعم النصير